أطلقت مليشيا الحوثي المدعومة من النظام الإيراني، سراح ثلاثة من قياداتها الأمنية المتورطة في تفجير منازل في حي الحفرة بمدينة رداع بمحافظة البيضاء، وهي الجريمة التي أسفرت عن مقتل 16 مدنيًا، بينهم نساء وأطفال، خلال شهر رمضان الماضي.
وأفادت مصادر محلية بأن الإفراج عن المتهمين جاء بقرار مباشر من مكتب زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، بعد نحو عام من الجريمة التي هزّت المنطقة وأثارت موجة غضب واسعة بين السكان.
وتشمل قائمة المفرج عنهم قيادات أمنية بارزة، من بينها محمد صالح العوكبي، الملقب بـ"أبو حسين الهرمان"، والذي كان يشغل منصب قائد الأمن المركزي في البيضاء ومدير التحريات بمديريات رداع، إلى جانب أبو صالح سران، مدير أمن مديريات رداع السابق، ومجلي الجوفي، الذي تولى إدارة أمن مديرية ولد ربيع.
واعتبر أهالي رداع قرار الإفراج بمثابة تحدٍ لمشاعرهم واستهانة بدماء الضحايا، حيث كانوا ينتظرون محاكمة المسؤولين عن الجريمة، لا إطلاق سراحهم دون أي إجراءات قضائية. وأكدوا أن هذا القرار يعكس نهج الحوثيين في حماية عناصرهم المتورطين في انتهاكات جسيمة.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا للمفرج عنهم في ضيافة القيادي الحوثي أبو حسين العربجي، المتهم الرئيسي في الجريمة، وسط تهانٍ من أنصار الجماعة، ما زاد من استياء الأهالي الذين وصفوا الأمر بـ"الاستفزاز العلني".
وتعود تفاصيل الجريمة إلى مارس 2024، حين فجرت مليشيا الحوثي منزل أسرة الزيلعي في رداع، ما أدى إلى تهدم منازل مجاورة ومقتل وإصابة العشرات، وذلك بعد خلاف بدأ بجريمة قتل ارتكبها أحد أقارب القيادي الحوثي العوكبي، ولم تجد العائلة أي إنصاف من سلطات الجماعة.
ورغم إعلان الحوثيين حينها تشكيل لجنة تحقيق وإقالة بعض المسؤولين، إلا أن منظمات حقوقية وصفت ذلك بأنه مجرد إجراء صوري، مشيرة إلى أن تفجير المنازل أصبح سياسة ممنهجة للجماعة، حيث وثقت تقارير حقوقية تدمير أكثر من 900 منزل في 16 محافظة منذ سيطرتها على صنعاء وعدة مناطق أخرى.