آخر تحديث :الإثنين-17 مارس 2025-01:49م

ترامب نرجسية تبتز العالم ..؟!

الجمعة - 14 فبراير 2025 - الساعة 02:12 ص

جميل الصامت
بقلم: جميل الصامت
- ارشيف الكاتب


دشن الرئيس الامريكي عهده بحرائق تجتاح الغابات الامريكية ،ومايزال مصر ان تبقى امربكا على موقفها المنسحب من قمة المناخ .

كمايدشن عهده بوقف تمويل المحكمة الجنايية الدولية،وستتلوها مزيدا من الانسحابات من المنظمات بافتعال مواقف واستغلال مبررات وذرائع لاتنتهي ،لتخلص من اعباء التمويل لتلك المنظمات الدولية ،ولا استبعد ان يعيد النظر في التمويل الامريكي للامم المتحدة نفسها ،

مؤخرا طالب الرئيس الاوكراني بتعويضات من المعادن عن صفقات التسليم خلال ثلاث سنوات من الحرب ،وهو مالم يكن واضحا في وعوده الانتخابية من انه سيقتصر على وقف الدعم للوصول الى انهاء الحرب الاوكرانية الروسية .

وفيما يتعلق بالقضية الاهم في العالم قضية فلسطين فاخذ يمارس الابتزاز والبلطجة السياسية معا في التعامل ،فاطلق كلاما اثار حفيظة دول العالم ،وزاد كرسه مرات وفي اكثر من مناسبة متحديا القانون الدولي والنواميس الانسانية ،

واهذت ادارته تروج لفكرته وكانها خطة حاهزة لتهجير سكان قطاع غزة ،ويتحدى العرب بتقديم البديل لفكرته المجنونة .

فكرة التهجير قنبلة القى بها ترامب لزعزعة الامن القومي العربي وجر المنطقة لمواجهة جديدة ،تفوق مسالة التحلل من استحقاق حل الدولتين ، وعدم التزام امريكا باي تعويضات محتملة نتيجة استخدام سلاحها في جرائم ابادة جماعية وحرائم ضد الانسانية في محرقة غزة .

زاد من الابتزاز اكثر حديثه ان غزة تصلح عقار لامريكا وستاخذه بالتزامن وتصريحات مثيرة للجدل في تغيير اسم خليج المكسيك الى خليج امريكا وربما تتطور التسمية الى خليج ترامب مستقبلا ،واطلاق افكار بضم كندا كولاية امريكية ،وشراء جزيرة جرين لاند والسطو الغاشم على قناة بنما ..

برنامج حرب عبر عنه الرئيس الامريكي لابتزاز العالم بس من نوع آخر .

لم يتتازل عن فكرة اجبار دول اروبا لدفع اموالا لادارته نظير بقاء القواعد الامريكية في اروبا ..!

الرجل يعيش عقلية البلطجة السياسية وحالة من النرجسية التي تجعله يمارس دكتاتوريته المغلفة بنرجسية مقززة على العالم لسلب اموال دول كثيرة تحت مسميات ومبررات يختلقها .

سيضطر العرب امام البلطجة الترامبية الى عقد القمم لمواجهة هذا الصلف الذي لم يعهدوه مع رئيس امريكي من قبل .

سيلتزم العرب بتقديم تنازلات ليس اقلها تحمل تكاليف الاعمار ،والتعهد للادارة الامريكية بشئين وقف اي ملاحقات او مطالبات بالتعويض من الادارة الامريكية او الاسرائيلية ،وتقديم ضمانات بازاحة حركة حماس من المشهد ،وهو ماسيخلق صراعا محتملا معها ..

امريكا سحبت التمويل عن وكالة الانروا تحت مبررات واهية ،وفي طريقها لوقف التمويل للاردن ومصر لرفضهما القبول بخطة ترامب في تهجير اهالي غزة .

حرب المخيمات في الضفة الغربية تدخل اليوم يومها ال17،وستتواصل العملية لمدى اطول ،لان خطة ترامب تعتبر بمثابة اطلاق يد لالة الحرب لتمارس حرب تضييق وابادة في الضفة الغربية تحت مبررات اجتثاث حماس والجهاد والتظيمات المسلحة في المخيمات ،في ظل حالة رعب تسيطر على بقاء سلطة رام الله ،

من كل العرب في مخور الاعتدال .

لاول مرة سيشعر العرب بوحدة موقف عواصم محور الاعتدال من دون سوريا،في ظل غياب محور مقاومة ممتد من غزة وحتى طهران ..

في خضم كل تلك التفاعلات ستحاول ادارة ترامب خلق تفاهمات مع الرئيس الروسي فلادمير بوتن ،لن يكون اقلها سحب القوات الاوكرانية من مقاطعة كورسك ، والضغط على الجانب الاوكراني بالقبول بخطة سلام تقر وتعترف بسيادة موسكو على كامل اقليم الدمباز ،والاراضي التي تم ضمها مؤخرا واعتبارها حدودا دولية وضمانات بعدم تمويل انشطة معادية لروسيا وتجميد المناقشة حول الانضمام لحلف الناتو ..

وبهكذا يكون ترامب قد اغلق بوابة روسيا للتفرغ للصين التي حذر وزير خارجية ترامب امس الاول الاروبين في قمة الذكاء الاصطناعي ببارس من الشراكة مع ما اسماها الانظمة الدكتاتورية بحسب الوزير الامريكي مبعوث ترامب .

امريكا مع ترامب ستستعيد كثير من اموالها التي تنفقها حول العالم وستزيد عليها اضعافا جراء ممارسة سياسة البلطجة والابتزاز لدول مثل الخليجية تحديدا ،لكنها بالمقابل ستفقد سمعتها وقيمتها كعاصمة للديمقراطية وحقوق الانسان ،ودورها كقوة ناعمة وعاصمة للرسمالية وصاحبة اقوى اقتصادات العالم ..